كلمة رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور محمود المشهداني في منتدى السلام والأمن في الشرق الإوسط
السيد مسرور البارزاني
رئيس مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في كردستان.
السادة في الجامعة الأمريكية في كردستان….
السادة أمناء منتدى السلام والأمن في الشرق الإوسط.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد…
ففي هذه النسخة الخامسة من :منتدى السلام والأمن في الشرق الإوسط، التي تشرفت بدعوتكم لي فيها للحديث أمامكم عن: التحديات الراهنة التي تواجه الشرق الأوسط، فإنني أقدم الشكر لكم على الحوارات التي ستجري وهدفها جميعا بعض ما يتعلق بإدارة الأزمة وقيادة الصراع لهذه التحديات التي مستنا جميعا قبل وأثناء وبعد السابع من تشرين الأول( أوكتوبر) 2023م.
وأودً القول أننا قد نختلف في الرؤية السياسية وفي الرؤية الجيو سياسية، والاستشرافية وفق قواعد علم المستقبليات، والإدارية القيادية وفق قواعد إدارة الإزمة وقيادة الصراع بشقي الأزمة المدني السياسي والعسكري المسلح للدول والجماعات، ولكننا سنتفق أن التحديات التي واجهت الشرق الأوسط ، وبضمنه العراق عموما وإقليم كوردستان خصوصا، قبل السابع من تشرين الأول 2023م، مختلفة إختلافا مغايرا عنها بعد هذا اليوم، حيث تغيرت خرائط الأزمات القديمة في الشرق الأوسط، وتحركت براكين الصراعات الخامدة بقواعدها القديمة غير المكتوبة بين المتصارعين، وتناثرت عقود السلام الهش القديم والسلام الجديد برؤى ترامب في ولايته الأولى وبايدن في ولايته وبانتظار ولاية ترامب الثانية، مما شكل ما يمكن أن أسميه باجتهادي السياسي :” المجال الحيوي للنكبة الثانية”.
ان التحديات التي تناقشونها يمكن وفق قواعد التحليل السياسي المنهجي الاكاديمي إيجازها في محددات فشل النظام الدولي العالمي الذي تناقشونه ولا أجاملكم فهو نظام هلامي ، لا هو نظام قطبٍ أمريكي، ولا هو نظام أقطاب متعددة متصالحة أو متصارعة، بل هو نظام مأزوم مليء بالصراعات التي لا تحلها القطبية الواحدة ولا الأقطاب المتعددة ولا شرعة الأمم المتحدة، بل إن نموذج الشرق الأوسط في تحدياته، وآخرها حربا غزة ولبنان، هو نموذج جعل من كيان صغير محتل قطبا دوليا فاعلا سياسيا، وإن كان مرفوضا مجتمعيا لمحارقه المتكررة منذ 1948والى 2023م وما بعدها.
ومن ثم واقتباسا من مصطلح هنري كيسنجر عن :” السلام الأمريكي أو باكس أميركانا” فنحن اليوم أمام:”
“التحديات التي اماتت السلام الامريكي والعالمي”.
إن النظام الدولي العام الذي تتحاورون وستتحاورون في حدوده ومحدداته أثبت حاجته للإصلاح إصلاحا جذريا يعيد تركيبه بما يتناسب مع عصر يبحث عن السلم فيجد الحرب أمامه لا حرب السلاح فحسب ، بل وكما في نماذج تحديات الشرق الأوسط حروبا موازية كعدم التكامل الاقتصادي وغياب التنوع السياسي والاجتماعي وضعف التمكين الاقتصادي والتعليمي والسياسي للشباب في الشرق الأوسط وعدم وحود آليات لمواجهة التصحر والحرارة والتغيير المناخي في الشرق الأوسط وأزمات الصراعات المدفونة المؤجلة أو المسكوت عنها كسد النهضة الذي هو أحد كبريات تحديات الشرق الأوسط القادمة غدا أو بعد غد.
هذه التحديات أجدها في بعض صورها السقيمة الرديئة متمثلة في إدارة أزمة سيئة من القطب الأمريكي وشريكه الإسرائيلي، وقيادة محاولات سلام للصراعات، من بقية الأقطاب اللاعبة/ غير الراغبة باللعب في الشرق الأوسط.
وهو ما ينتج عنه استمرارية ديمومة هذه التحديات التي تصيب الناس وديارهم وسط فوضى القتال الذي تحول من صد هجوم إلى انتقام مخطط له بعناية صمت العالم عليه بكل أقطابه…
أنا متشائم من إدارة أزمات التحديات التي تواجه الشرق الأوسط من حربي غزة ولبنان، إلى حروب سوريا المتعددة، إلى صراع أمريكا وإسرائيل مع إيران إلى البطالة والمناخ وتذبذب أسعار النفط، وصولا لمنظومة السياسة الشرق أوسطية التي صارت كما يقول هينري كيسنجر في بعض رؤاه حول مثل هذه التحديات:”أن الحاضر لا يكرر الماضي تماما، ولكنه ينبغي أن يشبهه حتما، وبالتالي يجب أن يكون المستقبل كذلك”.
والمصيبة أن ليس الأمر كذلك لا في الأمس ولا اليوم ولربما ليس غدا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شارك الخبر

المزيد من المصدر

لا يوجد تحديث

أخبار حكومية

Your Ad Here
Ad Size: 336x280 px

Subscribe

By pressing the Subscribe button, you confirm that you have read our Privacy Policy.